جوانتانامو عار كبير على جبين أمريكا، لا يختلف إثنان في هذا الأمر، وربما جاء قرار المحكمة العليا الأخير كنوع من التصديق الرسمي في هذا الصدد. لكن، ربما كان على شعوب الشرق الأوسط أن تركز جلّ انباهها على السجون الموجودة في ربوعها و يتجنّبوا الوقوع في فخ انتقاد الخارج في هذه المرحلة. لأن القوى القمعية والظالمة في الداخل هي التي استجلبت كل هذا التدخل الخارجي. فالظلم يولّد الجهل، والخليط الناتج عنهما يستجلب التدخل الخارجي بكل أشكاله لأنه لا يقف عند حد. فالأنظمة الغشمة بحاجة دائمة لافتعال الأزمات مع الخارج لتبرير قبضتها الحديدية ولصرف النظر عنها (وعن فسادها) في آن.
لذا، يبدو جلياً أن نضال المصلحين في المنطقة هو نضال داخلي، وفي حال تمكنّا من إغلاق السجون في ربوعنا لن يكون هناك غوانتانامو آخر في مستقبلنا. فالشعوب الحرة تعرف كيف تصون حريتها وتعرف كيف تتعامل مع العالم الخارجي بشكل يكفل كرامتها ومصالحها.
Comments