للعبة القط والفأر بين الجيوش النظامية وحركات المقاومة الشعبية ثمن يدفعه المدنيون ومدنهم، وغالباً ما تؤثر هذه اللعبة سلباً على احتمالات قيام نظام ديموقراطي في المرحلة اللاحقة، وإذا كان نجاح ألمانيا واليابان في بناء أنظمة ديموقراطية بعد انتهاء الحرب العاليمة الثانية وفي النهوض من الدمار يعطينا بعض الأمل، فإن المؤشرات الحالية في لبنان إن دلّت على شيء فعلى أن احتمال سيطرة العناصر المعادية للديموقراطية على زمام الأمور نتيجة لكل هذا الدمار هو الأقوى. صحيح أن هذه العناصر ستحكم سيطرتها على خرابة، لكن هذا لا يضيرها في شيء طالما أنها ستحكم. لقد سبقت طلبنة عقول وأرواح وأحلام معظم الناس في ربوعنا طلبنة الواقع المادي بمدنه وحروبه، من الطبيعي للدمار في داخلنا أن يخلق دماراً في الخارج أيضاً. نعم، إسرائيل هي التي تدمّر، لكن تناقضاتنا هي التي استجلبت غضب إسرائيل والدمار. إسرائيل تعرّينا. وفي هذا، كلّنا مذنبون، كلّنا ملامون.
Comments