كانت ثورة EDSA، التي تسمى أيضاً ثورة سلطة الشعب والثورة الفلبينية 1986، في معظمها مظاهرات جماهيرية سلمية في الفلبين. أدت أربعة أيام من التحرك السلمي الذي قام به ملايين الفلبينيين في مترو مانيلا إلى سقوط النظام المستبد للرئيس فرديناند ماركوس وتنصيب كورازون أكينو رئيسة للجمهورية. وEDSA هي اختصار لـ Epifanio de los Santos Avenue، وهو شارع رئيسي في مترو مانيلا والموقع الرئيسي للمظاهرات.
خلفية تاريخية
في أوج الثورة امتلأ EDSA من جادة أورتيغاس وصولاً إلى كوباو، بجمهور هائل من الفلبينيين يقدر عددهم من مليون إلى ثلاثة ملايين. وتظهر الصورة السابقة المنطقة الواقعة على تقاطع EDSA مع جادة بوني سيرانو، بين معسكر كريم ومعسكر أغينالدو.
في 21 آب من عام 1983 اغتيل السيناتور الشعبي ذو الميول اليسارية بينينو أكينو الصغير (الذي يعرف شعبياً باسم "نينوي") في ما كان يعرف باسم مطار مانيلا الدولي (ويعرف الآن باسم مطار نينوي أكينو الدولي أو NAIA) لدى عودته من الولايات المتحدة بعد ثلاث سنوات من المنفى. وقد صدم اغتياله وأثار المدنيين الذين كانوا في معظمهم قد فقدوا الثقة بقيادة ماركوس. كما زعزع هذا الحادث حكومة ماركوس التي كانت تتداعى، جزئياً بسبب تدهور الوضع الصحي للرئيس ماركوس ومرضه العضال. وبعد ذلك أصبحت كورازون زوجة نينوي (المعروفة شعبياً باسم كوري) شخصية تلف حولها الجمهور ضد نظام ماركوس.
وفي 23 تشرين الثاني 1985، أعلن ماركوس فجأة، بعد ضغط مزعوم من واشنطن، عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في أوائل العام التالي، قبل عام من موعدها النظامي. وتم تشريع هذا الإجراء بسنBatas Pambansa Blg. 883 (القانون الوطني رقم 883). ورشحت حركة المعارضة المتنامية السيدة أكينو للرئاسة، وسلفادور لوريل لمنصب نائب الرئيس. في حين خاض ماركوس نفسه الانتخابات على منصب الرئيس ورشح أرتور تولينتينو كنائب له.
عقدت الانتخابات في 7 شباط 1986. وشاب الانتخابات انتشار التقارير التي تتحدث عن العنف وعن التلاعب بنتائج الانتخابات. وأعلنت اللجنة المسئولة عن الانتخابات، مفوضية الانتخابات (COMELEC)، فوز ماركوس. وفي الحسابات النهائية للمفوضية، الهيئة الفلبينية الرسمية للاقتراع، حصل ماركوس على 10807197 صوتاً مقابل 9291761 صوتاً لأكينو. في حين كانت الحسابات النهائية للأصوات من قبل الحركة الوطنية للانتخابات الحرة (NAMFREL)، مراقب انتخابات معتمد، تدل على فوز أكينو بمقدار 7835070 صوتاً مقابل 7053068 صوتاً لماركوس.
ولكن نظراً إلى التقارير التي تتحدث عن تزوير مزعوم، أصدر مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الفلبين بياناً يدين فيه الانتخابات. وكذا فعل مجلس الشيوخ الأمريكي.
Recent Comments